يا بنيّتي العزيزة،
في الخير، لا روح على الأرض مستقلة عن ملاكها، ولكن الروح يمكن أن ترفضه وتصبح مستقلة عنه في الشر. لا روح تعيش في الخطيئة متحد مع ملاكها، مثلما يكسّر الرجل أو المرأة الزاني وحدةهما مع شريكهم؛ الملاك يحمي وحافظ على روحه لأنه متحد معه، لكن في الشر، فإنه لا يتصل بهم. اتحاد الروح وملكها مصير له أن ينمو حتى يلتحما معاً في فضيلة وبلس Heaven.
في الجنة، روح بدون ملاكها مستحيل؛ الروح تمتص من الملاك الذي يعطيها قدسيتها وفضائلها وسوائحها وبريقها. في الجنة، الروح تتلقى كل شيء من ملاكها، مثلما يتلقى يسوع المسيح كل شيء من الله إلى حد أن يكون هو الله؛ جسده وروحه متحدة مع روحه الإلهية لدرجة أنه نفسه الله، يمتلك جميع كمالاته وقُدراتِهِ وسَحاتِهِ. هكذا سيكون لكل الأرواح التي تصل الجنة؛ سَتكون واحدةً مع ملاكها الحامي، ستكون هي، بجميع كمالاتها وقُدراتِها وسَحاتِها.
سَيكن الإنسان وملكه واحدًا، مثلما يسوع المسيح والله واحد [وإله ثلاثي لأنه له ثلاثة أرواح، متحدة فيه كلٌّ بها خصوصياتها وحالاتها، بينما تكون كلها فيه، معه، من خلالهِ]. في الجنة، سيعطي الملاك اسمه لروحِهِ وجسده المجيد، مثلما يسوع المسيح هو الله وهو يسوع، وهذا يعني الخالص. الله الأب هو الله، وخصائصه أبوية وخَلْقِيَّةٌ. الله ابنُ البشر المعروف هو الله، وخصائصه ابن وسافِر. روح الله القدوس هي الله، وخصائصها مُقدِّسة وحَيَوانيّةٌ.
و أنت، يا أطفالي الحبيبين، وفقًا للملاك الذي هو حاميكم، فأنتما ستحظيان بشخصيته واسمه وسفاته بينما تكونان أنفسكما بالكامل، مثلما كان يسوع المسيح الله والإنسان، وأنا لا أتغير. ستكونون أنفسكما في الجنة، وستكونان قديسين كاملين دائمًا في حضور الله، القدوس اللامتناهي، الكامل اللامتناهي، وكل شخص من الأقداس الثالوث المقدس سيكون قريبًا منكما، محبًّا لامتناهيًا ومصدرًا لكل فعالية.
في الجنة، يعبد القديسون الله، ولا يكونوا غير نشطين لأن لله طاقة إلهية كاملة، ويقلد ما هو إلى ملائكته وقديسيه. لا يختفي الملاك في روح الشخص الذي هو، مثلما لا يختفي القديس في الملاك الذي هو؛ يبقى نفسه، مثلما كان يسوع المسيح حقًّا بنفسه بينما كان الله. خلق الله الملائكة، خلَق الأرواح، وخَلق الأجساد، وكل ما يفعله له سببٌ لوجودهِ، وفائدة، وجمال، ومستقبل.
يجمع الله، يفرق الشيطان؛ يحب الله، يبغض الشيطان؛ يخلق الله، يدمر الشيطان. يريد الله أن تكونوا في مسكنه الإلهي حتى تظفرا بخلود السعادة معه؛ لا يريد الشيطان أن تكونوا معهُ لأنه يكرهكم، يُبغضُكُمْ، يدمركم، وتجعلونوه غاضبًا بسبب التزامِ الذي تعرّضتما له معه مما يجعله يدفعكما بعيداً. في جهنم، هو سيد المكان لأنّه لا يمكن أن يذهب إلى أي مكان آخر، ولأنّه لا يستطيع الهرب، فهو يُتهم ويُنكِّر أولئك الذين طاعته على الأرض. ليس لديه خادِمون anymore، ولا ولاء، وهو غير شاكر، شديد القسوة، وكل أَوْجَاهُ من الأوْجَاحِ هي من الدرجة الأولى.
يمكنه أن يفتنكم على الأرض ويؤذيكم بشدة، ولكنني أعطيتكما ملاكًا حاميًا ليحمياكما ويثقّل عليكما ويسقياكما القداسة. الخير أفضل من الشر لأن كل ما يأتي من الله يفوق بكثير كل ما يأتي من الشيطان. أحبوا ملاكَكُمْ، صلُّو إليه، افْتَدُوه، يحبكُم أكثر مما تحبّان أَقْرَبَ الأصدقاءِ، هو دائمًا معكما وضمنكما، معه أنتما آمِنان. يبارك اللهُ لذكيته وعلمه وحبّه.
أحبُّكُمْ يا أطفالي الحبيبين، أحبُّكم كثيرًا (!) وأنتظر بسرور استقبالكما في جَنَّتِي.
باسم الأب والابن وروح القدس †. آمين.
رَبُّك وَإلهُكَ
المصدر: ➥ SrBeghe.blog